كيف وصل فيروس كورونا إلى البيت الأبيض
كيف وصل فيروس كورونا إلى البيت الأبيض؟
بعدما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخراً عن إصابته بفيروس
كورونا، وإصابة زوجته، والإعلان لاحقاً عن إصابة عدد من الأشخاص الآخرين الذين كانوا قد حضروا فعاليات داخل البيت الأبيض، كانت أبرز التساؤلات عن كيفية وصول الفيروس إلى داخل هذا الصرح.
وأشار تقرير لصحيفة واشنطن بوست إلى أن الحفل الذي أقيم في حديقة الورود بالبيت الأبيض للإعلان عن ترشيح القاضية إيمي كوني باريت للمحكمة العليا يوم السبت الماضي، كان خالياً من أي تقييد بإرشادات الصحة العامة للوقاية من الفيروس وكأن الوباء قد انتهى.
واستقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والسيدة الأولى ميلانيا ترامب أكثر من 150 ضيفاً في الحفل، الذي حضره عدد قليل من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين. وحضرت أيضاً كيليان كوانوي مستشارة الرئيس السابقة التي ثبتت إصابتها أيضاً بالفيروس، والقس جون آي جينكينز وهو رئيس جامعة نوتردام، وكان حاضراً في وقت سابق في حفل تخرج بالجامعة في إنديانا وظهرت عدة إصابات في الحفل حينها.
وأشار التقرير إلى أن الحاضرين كانوا على ثقة تامة بأن البيت الأبيض خالٍ بشكل تام من العدوى، وبعد أن ظهرت نتائج فحص الضيوف وتبين أنها سلبية، تلقوا جميعاً تعليمات بعدم ارتداء الكمامة، واختلط الوزراء وأعضاء مجلس الشيوخ بدون أي عائق في حفل الاستقبال المزدحم في قاعات البيت الأبيض.
وبعد 5 أيام من الحفل ثبتت إصابة مستشارة الرئيس هوب هيكس، وأبلغت عن شعورها بالأعراض خلال رحلتها مع الرئيس إلى ولاية مينيسوتا يوم الأربعاء، وفي وقت مبكر من صباح يوم الجمعة أعلن ترامب وزوجته إصابتهما وأنهما عزلا نفسيهما داخل البيت الأبيض.
وبعد ذلك أعلن عدد من الحاضرين ثبوت تشخيصهم بالفيروس منهم كيليان كوانوي والسيناتور توم تيليس، وجون آي جينكينز، كما أفاد مالا يقل عن 3 صحفيين كانوا ضمن الحدث بإصابتهم بالفيروس، وقال رئيس موظفي البيت الأبيض مارك ميدوز إنه يستعد للمزيد من الإصابات بين صفوف مسؤولي الإدارة.
وبحلول ظهر الجمعة ساءت حالة الرئيس ترامب على الرغم من أن المسؤولين أكدوا أنه في حالة معنوية جيدة، وقال شخصان مطلعان على حالته لواشنطن بوست إن ترامب كان يعاني من حمى خفيفة وسعال واحتقان بالأنف.
ومع تدهور حالة ترامب اتخذ الرئيس وفريقه قرار ذهابه إلى مستشفى والتر ريد بشكل استباقي إذ إنه كان لا يزال قادراً على المشي بمفرده، لتجنب احتمال حدوث تدهور في حالته.
وأثار تفشي الوباء في البيت الأبيض حالة من القلق الشديد وعدم اليقين في واشنطن قبل شهر واحد من الانتخابات بشأن صحة الرئيس ترامب الذي يبلغ من العمر 74 عاماً ويعاني من السمنة وارتفاع الكوليسترول وضغط الدم ما يزيد من خطر تدهور حالته.
وعلى الرغم من أن مسؤولي البيت الأبيض قد بدؤوا في تعقب من تم التواصل معهم لمحاولة تحديد أصل تفشي المرض، إلا أنه غير معروف حتى الآن ما إذا كان الحفل الذي أقيم في البيت الأبيض مؤخراً هو السبب.
واعتبر الخبراء أن طريقة تعامل البيت الأبيض بين الفترة التي تلت إصابة هيكس وإصابة ترامب جزء من اللامسؤولية وسوء الإدارة.
وأشار تقرير واشنطن بوست إلى أن العاملين في الجناح الغربي في البيت الأبيض كان يعملون لأشهر بدون ارتداء الأقنعة وسط حالة من الذعر من مخاوف الإصابة.
ولم يرتدِ كبير موظفي البيت الأبيض مارك ميدوز القناع، عندما كان على اتصال مباشر مع الصحفيين، وعندما سئل عن سبب عدم ارتدائه للقناع كانت إجابته أنه خضع للاختبار.
ولم يتضح أين وكيف أصيب الرئيس ترامب بالفيروس، إلا أن جدول سفره كان مليئاً طوال الأسبوع، حيث زار 5 ولايات خلال يومي الأحد والاثنين والتقى بمئات الأشخاص.
وكانت نتائج تشخيص هيكس التي تقضي وقتاً مع ترامب أكثر من أي شخص آخر سلبية صباح الأربعاء، إلا أنها شعرت خلال رحلة مينيسوتا بالأعراض، وعزلت نفسها على متن طائرة الرئاسة في رحلة العودة، ولم يكن المساعدون الآخرون على متن الطائرة على علم بذلك، وفي صباح اليوم التالي أجرت الفحص مرة أخرى وكانت نتيجتها إيجابية.
وبحسب واشنطن بوست تم إخفاء تشخيص هيكس عن الجمهور وبعض زملائها، وكان ترامب يستعد للمغادرة لحملة أخرى لجمع التبرعات في نادي الغولف الخاص به في ولاية نيوجرسي.
وكان قرار ترامب بالذهاب لحملة جمع التبرعات بعد مخالطته لهيكس يتعارض مع توصيات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
وخلال الحملة عقد ترامب مائدة مستديرة وجلس مع المتبرعين حول الطاولة ولم يكن أي منهم يرتدي الأقنعة.
ولم يتم إخطار من كان على اتصال مباشر مع الرئيس ترامب من قبل متتبعي الاتصال بالبيت الأبيض، وقال حاكم ولاية نيوجرسي السابق الذي كان على اتصال مع ترامب إنه لم يتم الاتصال به، وتبين أيضاً إصابة أحد الصحفيين بعد سفره مع ترامب هذا الأسبوع، ولم يتم التواصل معه من البيت الأبيض.
وقالت روشي والينسكي وهي رئيسة قسم الأمراض المعدية في مستشفى ماساتشوستس العام وأستاذة الطب في كلية الطب بجامعة هارفارد، إن الاختبار السلبي ليس ضماناً.
وأضافت «يعتقد الناس أنه إذا كانت نتيجة الاختبار سلبية، ينبغي أن يكونوا بخير والحقيقة أنك بخير اليوم فقط».
Comments